50 - صراع العائلات 2# - منافسة شرسة

الفصل 50 : صراع العائلات 2# - منافسة شرسة.

--------------------------------------------

"لقد حان وقت تحدينا الثالث، والفريق الأزرق في الصدارة!"

ثم غير وضعيته وبدا على أنه سوف يعلن على شيء ما:

"هذا هو.."

ثم صاح مع اتخاده لوضعية رائعة:

"مطر المعرفة!"

فعاد إلى وضعيته العادية وبدأ يتحدث إلى الكاميرة مجدداً:

"التحدي الأكثر كلاسيكية لدينا، 40 سؤالاً من الثقافة العامة: العلوم، الفن والأدب، التاريخ، الجغرافيا... والمزيد! كل كابتن عليه أن يختار عضوا واحداً من فريقه حيث سيشارك في هذا التحدي!"

فنظر إلى (جون) وسأله:

"ماذا عنك، يا (جون)؟"

أجابه (جون) مباشرة وبدون تردد:

"سوف أختار ابنتي (جيني)."

ثم حول نظره نحو (أورين) وسأله نفس السؤال:

"وماذا عنك يا (أورين)؟"

استدار حينها نحو الفتيات الجميلات اللواتي كن ينظرن إليه، فهن يثقن في اختياراته لذلك قام باختيار (جودي) بدون تفكير، فهي الشخص المناسب لتحدي الثقافة العامة.

فصاح المضيف:

"ممتاز! (جيني) و(جودي)، تقدما إلى وسط المنصة!"

تقدمت الفتاتين إلى أماكنهما، ثم أكمل المضيف:

"40 سؤالاً، 100 نقطة لكل 10 أسئلة صحيحة، والفائز سيربح 100 نقطة إضافية! هل أنتما مستعدتان؟!"

صاحت (جودي):

"أجل!! حظا موفقاً يا (جيني)!"

اتخدت (جودي) وضعية بعد أن انحنت ومدت يدها نحوها حتى يقوما بالسلام بقضبة يدهما. لكن (جيني) لم تتزحزح من مكانها ولا حتى فكرت في القيام بالمثل، ثم قالت لها باستخفاف وسخرت منها:

"أنا لن أصافح يدك، يا أيتها الباربي متبلدة الذهن، أنا على وشك إذلالك..."

تفاجأت (جودي) من ذلك الرد ولم تعرف ما تقول على ذلك، فقالت بصوت منخفض:

"اهمم... حـ-حسنا..."

كان المضيف يسمع لكل شيء لكنه لم يكترث لذلك، فصاح قائلا:

"السؤال الأول: متى..."

ثم بدأ يطرح الأسئلة سؤالاً تلو الآخر، والشيء الرائع هو أن (جودي) كانت تجيب مباشرة بدون أن تفكر حتى في الجواب..

"الأوروغواي في 1930 .. نهر سيفرن، 354 كيلومتر .. أركيورنيثوميموس .. فريدريك إنجلز .. الوتر المكسور .. أوكتافيان سنة 31 قبل الميلاد .... "

ظل المضيف في كل مرة تجيب (جودي) على أسئلته بسرعة يصبح مذهولاً أكثر فأكثر.

"يا إلاهي... (جودي)... أنتِ..."

ثم صاح وكأن الكلام ينفجر من حلقه نحو الخارج:

"أنتِ للتو قد أجبتِ على 40 من أصل 40 سؤالاً بشكل صحيح! نحن لدينا رقم قياسي جديد هنا!! إنها 500 نقطة!"

فتمت إضافة تلك الـ500 نقطة ليصبح مجموع النتيجة 600 نقطة للفريق الأحمر.

ثم نظر إلى (جيني) وقال:

"أما بالنسبة لـ(جيني) أجابت فقط على 32 من أصل 40 سؤالاً، لذلك سوف أمنحك 300 نقطة خاصتك من باب الشفقة لا غير!"

في الجهة المقابلة كانت (جيني) غير مصدقة لذلك:

"كيف حصل ذلك؟!"

ثم تمت إضافة 300 نقطة للنتيجة فأصبح المجموع 900 نقطة للفريق الأزرق، فرد عليها المضيف ساخرا:

"أوه هيا، لا تكوني غير متقبلة للخسارة يا (جيني)!"

فعادت المتسابقتان إلى أماكنهما، وكنت (كارلا) سعيدة جدا بفوز ابنتها وقالت لها:

"عمل رائع، عزيزتي!"

فأجابتها وهي تبتسم:

"شكرا لك أمي!"

ثم أكمل المضيف: "حسنا جميعاً! الفريق الأزرق لا يزال في الصدارة! ولكن الآن قد حان الوقت للتحدي القادم."

غير وضعيته وبدا على أنه سوف يعلن على شيء ما:

"هذا هو.."

ثم صاح مع اتخاده لوضعية رائعة:

"السلحفاة والأرنب!"

وعاد إلى وضعيته العادية وبدأ يتحدث إلى الكاميرة مجدداً:

"سيتوجب على منافسينا الذهاب في جولة... ركضاً! والشخص الذي سيصل أولاً سيحصل على 400 نقطة!"

فقال لـ(جون):

"من تريد أن يشارك في هذا التحدي يا (جون)؟"

أجابه: "أنا أختار ابني (جون) الصغير."

ثم توجه نحو (أورين) وسأله نفس السؤال:

"وماذا عنك يا (أورين)؟"

استدار نحو الفتيات واختار الفتاة المناسبة لهذا التحدي، ألا وهي (لورين) التي تجيد الرياضة وخصوصا الركض.

فصاح المضيف:

"ممتاز! الآن (جون) الصغير و(لورين)، ارتديا الملابس الخاصة بالركض التي حضرناها مسبقاً من أجلكما واتخذا أماكنكما عند خط البداية!"

تقدم الإثنان نحو المنصة وكانا يقومان بالإحماء، فاقترب منهما المضيف وانحنى أمامهما، وأخد يصفق ثم قال:

"هكذا يا رفاق! مددا عضلاتكما! وعند قولي 'إنطلقا'، يجب عليكما الركض نحو السلالم صعوداً إلى الأعلى، وسوف تجدان عقبات كثيرة، يجب أن تركضا من خلالها وتعودان إلى هنا، حيث ستكون جولة واحدة فقط!"

وبينما كان (جون) الصغير يقوم بالإحماء كان يتحدث بصوت مرتفع:

"هاها، هذا سيكون مثل قطعة الكعك بالنسبة لي، يا صديق."

حتى نظر أمامه ولاحظ كم هي (لورين) مثيرة للغاية بتلك الملابس الرياضية.

فظل يحدق بها مطولا حتى انحنت (لورين) ورفعت يديها نحوه مع نظرة اشمئزاز وقالت له:

"هاي هناك! هل أنت مستمتع بالمنظر؟"

شعر (جون) الصغير بالحرج وبدأ يحاول تبرير ذلك متلعثما:

"مـ-مـاذا؟ لـ-لا! لم أكن... أنا... بـــاه! هل نستطيع أن نبدأ؟"

فأجابه المضيف بصوت قوي:

"آآآآآه أجل، نستطـــيــــع!"

ثم توجه نحو مكان بداية السباق وأخد يقوم بحركات غريبة مشيرا بيديه نحو المضمار وقال:

"حسنا، استعدا... عند إشارتي! -- واحد.... إثنان.... وثلاثــة! هيا، هيا، هيـــا!"

في تلك اللحظة اندفع المتسابقان بقوة نحو الأمام وكل واحد منهما يحاول اخراج كل ما لديه في ذلك السباق. وكان (أورين) متفاجئاً من سرعتيهما.

كان المتسابقان يركضان بسرعة حتى وصلا إلى نقطة معينة واصطدما مع بعضهما البعض فقالت (لورين) بعصبية:

"هل تستطيع التحرك، من فضلك؟! أنت بطيء جدا!"

فرد عليها (جون) الصغير بوقاحة:

"اخرسي! أنتِ التي تعترضين طريقي!"

لكنهما استطاعا إكمال السباق ولا أحد منهما سَابِقٌ الآخر، حتى كانت (لورين) تنظر إلى يمينها فقال لها (جون) الصغير:

"لستِ سيئة يا فتاة! أنتِ... هاي!! احذري! هناك شيء أمامك على الأرض!"

استدارت (لورين) منتبهة لما قاله لها مستغربة:

"ماذا؟؟"

حتى أطلق (جون) الصغير ابتسامة غثيثة وبذيئة وتوقف مكانه بسرعة وبينما كانت (لورين) مندفعة بقوة نحو الأمام وضع (جون) الصغير رجله أمام (لورين) وقال:

"هيهيهي، لا يتوجب عليك ابعاد عينيك عن الطريق!"

"إبن العاهر--"

فسقطت (لورين) على الأرض وملامحها تبدو مرتبكة وسيئة فلم تقل شيئاً حينها، حتى سمعته يضحك بشدة عليها:

"هاهاها، يجب أن تكوني أكثر حذرا! أراكِ عند خط النهاية! هاهاها..."

بعد مدة تحول المشهد إلى المضيف وهو يقول منتظرا عند خط النهاية:

"استعدوا! يبدو بأن لدينا فائز قد أوشك على الوصول! والفائز هـــــــــو....... (لووووووورين)!!!"

وبشكل مفاجئ تغير كل شيء وأصبحت (لورين) في الصدارة.

فسألها المضيف:

"(لورين)! كيف كان السباق؟"

أجابت بابتسامة بينما تلتقط أنفاسها:

"سأقول لك ماذا يا (روبي)، لقد كان سهلا للغاية. كان هناك عائق صغير ولكني كنت قادرة على العودة بسهولة."

حتى وصل (جون) الصغير متأخرا إلى خط النهاية وقال المضيف عندما رآه:

"هاي، وها هو ذا (جون)! -- واو (جون)! ماذا حدث لوجهك؟ وكأن شخص ما لكمك في أنفك."

كان (جون) الصغير ينزف دما من أنفه وكان هادئاً للغاية بالنسبة لشخص قد تم لكمه، في حين كانت (لورين) تحدق به ببرود فرد (جون) على المضيف قائلا:

"آهمم... لـ-لا... أنا... آهمم... تعثرت وسقطت."

فانفجر المضيف ضاحكا عليه قائلا:

"هاها، يا لك من أخرق! حسنا، على كل حال، (لورين) قد ربحت للتو 400 نقطة لفريقها! مبروك!"

تحولت النقاط في خانة الفريق الأحمر بعد إضافة 400 نقطة إلى 1000 نقطة، متفوقين على الفريق الأزرق بفارق 100 نقطة!

فأكمل المضيف موجها كلامه للكاميرة وللجميع:

"لكن احتفظوا بملابسكم الرياضية، لأنكم قد تحتاجونهم مجدداً! إنه وقت تحدي رياضي آخر!"

غير وضعيته وبدا على أنه سوف يعلن على شيء ما:

"هذه.."

فصاح مع اتخاده لوضعية رائعة:

"ملك الحلبة!"

ثم أكمل: "منافسينا الإثنان سوف يتصارعان داخل دائرة الموت حتى يخرج أحدهم من الحلبة! والفائز سوف يربح 400 نقطة!"

تغير تصوير الكاميرة نحو (جون) وسأله المضيف:

"من سيكون مقاتلك يا (جون)؟"

فأجابته (جون) مبتسماً: "سأختار ابني (جوني)."

توجهت الأنظار إلى (جوني) ضخم البنية، فكان (أورين) متفاجئاً قائلاً في نفسه:

(اللعنة، جوني؟ أليس هو ذلك الشخص الضخم؟)

ومباشرة ذهب المضيف نحو (أورين) وسأله:

"ماذا عنك يا (أورين)؟"

أخد (أورين) يفكر والفتيات تنظرن إليه بانتظار قراره عن من سيصارع (جوني).. ومنطقياً لا تستطيع فتيات جميلات ولطيفات كالملائكة مصارعة رجل يبدو متوحشاً. لذلك اختار (أورين) بأنه هو من سيشارك ضده.

فقال المضيف وهو ينظر إلى الكاميرة موجها كلامه إلى (أورين):

"أنت رجل شجاع يا (أورين)! هيا اتخدا أماكنكما داخل الحلبة!"

تقدم الإثنان إلى حلبة المصارعة الدائرية، بعد أن ارتدى (أورين) الملابس الرياضية وقف مكتفا يديه أمام خصمه (جوني). فأكمل المضيف يشرح التحدي:

"حسنا يا رفاق، كل شيء مسموح به تقريبا، ما عدى استخدام الأسلحة! هل أنتما جاهزان؟"

لم يعرف (أورين) ما يقوله بينما كان يحدق في (جوني) الذي هو أيضا كان يحدق به بوجه خالٍ من المشاعر. فأكمل المضيف:

"القتال سيبدأ بعد ثلاثة... إثنان... واحد... قتــــــــــــــال!"

صدر صوت قرع الجرس وتوقفت الموسيقى الترفيهية عن العزف في الخلفية، وبسرعة بدأت موسيقى روك مكانها، وكانا المنافسان مستعدان تماما للقتال وكل واحد منهما يقف بوضعية قتالية معينة. وكان (أورين) يتحدث في نفسه بينما يحدق في (جوني) بكل تركيز:

(أنت شخص كبير، هاه؟ حسنا، أنت تعرف ماذا يقولون: كلما كانوا أضخم... كان سقوطهم أقسى. يجب أن أقاتل بكل استرخاء... هيا يا أورين... فكر... لا بد من أن لديه نقطة ضعف... لديه وضعية قتال جيدة... جزء جسمه العلوي محمي بشكل جيد... سيكون قادرا على صد ضرباتي... مما يعني...)

حينها لاحظ (أورين) بأن (جوني) قد حرك قدمه اليسرى وترك اليمنى في مكانها ففهم شيئاً ما مهماً.

(أهـــآ! إنه يستخدم رجله اليمنى كنقطة دعم رئيسية! لذا... إذا ضربته هناك......)

في تلك اللحظة ابتسم (أورين) ابتسامة واثقة جدا و قال بصوت منخفض:

"حانت نهايتك."

فاندفع بأقصى سرعة لديه نحو (جوني) بنية ضرب قدمه اليمنى والمضيف يعلق على القتال بكل حماس:

"أنظروا إلى ذلك! بدأ (أورين) القتال بحركة سريعة جداً!"

وفور أن اقترب من ضربه تحركت قدم (جوني) اليمنى بسرعة خارقة وبشكل سهل جدا من نظر المشاهدين قام بركل (أورين) في الجزء الأيمن من جسده وأرسله محلقا في الهواء إلى الوراء حتى سقط خارج الحلبة بشكل مثير للشفقة على بطنه ووجهه التعيس ملتصق بأحد الأعمدة التي تحمل مصابيح الأستوديو.

فتوقفت الموسيقى القتالية ورن الجرس وعادت موسيقى البرنامج الترفيهية وتقدم المضيف بسرعة ليقف بجانب (جوني) ورفع يده وقال بصوت مرتفع:

"القتال قد انتهى! الفائز هـــــو.... (جـــــووووووونـــــــيييييييي)!"

فصرخ (جوني) بأعلى صوت والجمهور يصفق له متفاعلا مع نتيجة القتال بحماس:

"أجــــــل!!!!"

أما في الجهة المقابلة ارتدى (أورين) ملابسه العادية ووقف مكانه وكانت هناك كدمات حمراء فوق عينه اليمنى وكان يتذمر مع نفسه بصوت مسموع:

"ذلك الحقير قد فاجأني..."

وفي الأخير تمت إضافة 400 نقطة إلى رصيد الفريق الأزرق ليصبح مجموع نقاطهم 1300 نقطة مقابل 1000 نقطة للفريق الأحمر.

يتبع..

2022/05/04 · 86 مشاهدة · 1553 كلمة
نادي الروايات - 2024